Cabinet M. FARAJ Ph.D. ترجمات,مقالات بالعربية كيف تُـــطور أو تــسـتــعيـد ثـــقـة سلـيـمــة بالنفس

كيف تُـــطور أو تــسـتــعيـد ثـــقـة سلـيـمــة بالنفس

كيف تُـــطور أو تــسـتــعيـد ثـــقـة سلـيـمــة بالنفس [1]

 

الثقة بالنفس قاعدة للنجاح في الحياة

أولا، و قبل كل شيء، ما هي الثقة السليمة بالنفس؟

في جل المجتمعات الصناعية و الاستهلاكية، حيث كل شيء مبني على المنافسة، نتجه إلى الربط بين الثقة في النفس و المواقف العدوانية.

تأكيد النفس و العدوانية لا قاسم مشترك بينهما و لا يأتيان من نفس المصدر. العدوانية تنبع من الخوف، بينما تأكيد الذات مصدره ثقة حقيقية و سليمة بالنفس.

الكبرياء، الإنتصار و الغرور، رغم الإعتراف بهم في ثقافاتنا كمؤهلات، تبقى مفاهيم خاطئة مقارنة مع المفهوم الحقيقي للثقة بالنفس، اشباه خاطئة لثقة حقيقية بالنفس. أي شخص، له وعي تام بقيمته كإنسان لا يحتاج إلى أن يلمع أو أن يكون دوماً فوق الآخرين ليس أقل من أن يشعر بأنه دونهم.

أن تكون واثقا من نفسك هو أن يكون لديك وعي تام بقيمتك و بمواردك.

 

عدم الثقة بالنفس إعاقة مروعة و مرعبة

بدون ثقة سليمة بالنفس، يصعب على الفرد أن يعيش حياة سعيدة مليئة بالمنجزات و يستفيد من كل ما يمكن أن تعطيه هذه الحياة للعيش.

العقبات و العوائق في أعين عديمي الثقة بالنفس، دائما تُدرك و كأنها جبال يصعب تسلقها، و أبسط المشاريع يُصبح مسار مُحارب مهزوم منذ البداية، على أساس أنه يجب عليه أن يواجه كل هذه الصعوبات، مما يؤدي به إلى الإنحباس داخل فكرة وحيدة، ضيقة و انهزامية فحواها “لماذا كل هذا المجهود ما دمت لن أستطيع الوصول إلى المبتغى”.

عدم الثقة بالنفس يقتل، في المنبع، أي مبادرة أو أي تطلع. و عندما يجرؤ الشخص على الانطلاق في أي مغامرة جديدة، تُبقي إعاقته المروعة هذا الشك في قدراته الذي سيجعله يتعثر مما سيغذي، بقوة، الصورة السيئة، التي يتمثَّلُها على أنه شخص فاشل.

أدنى فشل أو أدنى تعثر من طرفه يأتي لكي يقوي و يعمق هذا الإحساس، غير المحتمل، بعدم الثقة بالنفس. و من فشل إلى فشل، و من خطأ إلى خطأ، يُصبح عدم الثقة بالنفس عبارة عن خندق عميق لا حلول و لا حول ولا قوة للخروج منه. عدم الثقة في النفس في حد ذاته هو نقص مرعب يترك في حياة الذين يعانون منه ثقوباً كبيرة من الصعب سَدُّها و تجاوزها.

مُماطلة، خوف من المجهول، خوفٌ مما سيقوله الآخرين و من أحكامهم، خوف من السخافة، خوف من الفشل و حتى من النجاح الذي يولد خوفا من ضياع ما تحقق، خوف من أخذ المبادرة، خوف من تأكيد الذات، خوف من القول، خوف من الفعل…باختصار تفتحٌ ضيق على العالم. هذه هي حياة الشخص الذي يعاني من هذا “المرض القاتل”: عدم الثقة بالنفس.

مرض يرافقه، حتماً، موكب من الأعراض التي تختلف أهميتها حسب مستوى هذا النقص. الإكتئاب، الخوف بدون سبب، التشنجات، القلق، الضغط المفرط بسبب أتفه و أبسط الوضعيات الممكنة.

و لكن، كما سبقت الإشارة إلى ذلك سالفاً، إن النقص في الثقة بالنفس، في حد ذاته، يمكن أن يُترجم كذلك بمواقف لا تقل عدوانية، متغطرسة أو متعالية، بحاجة إلى الدخول في منافسة و صراع مع الآخرين، بحاجة إلى أن يُثبت الشخص لنفسه و/أو للآخرين قيمته.

حتى شخص ناجح كلياً في مشاريع مختلفة، خلال حياته، يمكن أن يحجب نقصا حاداً و مروعاً في الثقة بالنفس.

أتذكر ذلك الصديق الذي يشتغل كمسرحي و الذي كان في غاية المرح و العفوية على الخشبة كما في المجتمع، أنه كان قد باح لي :”أتعرف يا صديقي، إنني أشعر بنقص حاد في الثقة بنفسي، و أظن أنه في العمق إذا كنت أفعل كل هذا فهو فقط لكي أبرهن لنفسي على أنني قادر بأن أفعله، و لكن رغم كل هذا لا أستطيع أن أسد هذا النقص”.

طبعا، يمكنكم أن تُعطوا الإنطباع بثقة كبيرة في النفس ولكن كل ذلك يبقى عبارة عن قناع، و عندما ينتهي نشاطكم و تتواجدون لوحدكم تجدون أنفسكم، من جديد، أمام هذا النقص الحاد في الثقة بالنفس.

الأشخاص عديمي الثقة بالنفس يرتبطون دائما بموافقة أو عدم موافقة الآخر على ما يقولون أو يفعلون. إنهم يحسون بصعوبة كبيرة بالرجوع فقط إلى تقييمهم الذاتي للأشياء. في حين أنهم يبرهنون على تبصر مفاجئ بسبب هذا النقص الذي يدفعهم باستمرار إلى اختبار و تحليل كل شيء و إدراك أشياء لا يدركها الآخرون.

عدم الثقة في النفس يدفع الشخص إلى أن يحتمي، من خلال وجهة نظره، من كل ما يدركه كخطر أو عدوان ممكن الوقوع. ما يَظهر بالنسبة للآخرين تافها و بدون أهمية يمكن أن يدركه هو (عديم الثقة بالنفس) بمعنى خاص يُملي انتباها خاصا مغالى فيه في بعض الأحيان. إنه يضيع، دائما، وسط التفاصيل و الجزئيات ما يمنعُه من إنتاج و تطوير منظور عام للوضعية.

كم من حياة هُدرت بسبب هذا النقص في الثقة بالنفس الذي يفرض حدودا لا تحصى. كم من مبادرة ضاعت لأن صوتا داخليا يجر إلى الوراء باستمرار و يقترح بأنها حماقة الانخراط في مغامرة مماثلة.

من الملاحظ أن عديم الثقة بالنفس، عوض أن يفكر في الإيجابيات، الأرباح و الفائدة لمشروعٍ، فكرةٍ أو فعلٍ ما، فإنه يستعرض غير السلبيات و الأخطار الممكنة و المُتخَيلة لكي ينتهي إلى النتيجة بأن ذلك دون جدوى و التخلي كليا عن المحاولة.

ولكن، نعرف أنه “من لا يحاول أي شيء، لن يحصل على أي شيء”. الإحباط و الغضب هم دائما جزاء الأشخاص عديمي الثقة في النفس.

و تتولد عن هذا النقص في الثقة بالنفس مستويات أخرى من الأعراض:

  • قلة التجربة، لأن عديم الثقة بالنفس لا يمكنه اكتسابها بسبب خوفه من خوضها و الاستفادة منها.
  • قلة التواصل و العواطف، لأن عديم الثقة في النفس لا يمكنه الذهاب نحو الآخرين، و عندما يفعل فإنه يكون مملوءً بالانتظارات و الآمال.
  • قلة المبادرة، لأنه يتساءل مع نفسه ماذا سيقع إذا أخذتُ المبادرة و هل ستكون كافية إذا أخذتها.
  • قلة الإصرار و الجزم لأنه كيف الحصول على هذا و ذاك إذا لم يباشر أو يشرع في أي شيء، و على الأخص، إذا لم يُعطي قيمة لما يفعله.

كيف يمكن، إذن، بناء حياة سعيدة و مشرقة و نحن نعاني مع عدم الثقة في النفس؟

كيف ننجح في الحياة، بجميع معاني النجاح، عندما يكون الشك في أنفسنا و قُدُراتنا هو من يتحكم و تكون الحياة موجهة بمنظور سلبـي فقط؟

بالطبع، ذلك صعب جدا و لكن، لا يوجد شيء غير قابل للتغيير في هذا الوجود، حتى عدم الثقة بالنفس. ذلك ممكن بقليل من الإرادة و النوايا الحسنة مُدعمة بقرار حازم بالتحرر من هذا النقص و الوسائل المناسبة لعلاج هذه الإعاقة المروعة.

 

نقصٌ يجب ملؤه و تداركه

أولاً، و خارجا عن إطار أي نظرية سيكولوجية، من أين يأتي هذا النقص في الثقة بالنفس؟

ببساطة، من نقص في “الوعي بالذات”، من نقص في الوعي بالطبيعة الحقيقية للشخص و بالمهارات و القدرات المرتبطة بها؛ نواقص تَفْتَحُ المجال كله للسلبية في أوجهها المتعددة.

عديم الثقة بالنفس حالُه حال المسكين الذي يطلب ما يسُدَّ رَمَقَهُ و هو جالس على صندوق مليء بالذهب. قلة وعيه بإمكانياته الحقيقية تتركه دائما ينزلق صوب تلك الصورة و الفكرة السلبية حول نفسه. التشاؤم و الشك المستمر في نفسه يقودانه إلى سلوكات غير ملائمة.

يمكننا أن نقف على العلل التي أدت بالشخص إلى هذا النقص في الثقة بالنفس، ولكن يبدو من الأجدر و من الفعال أن نفيد الشخص في اكتشاف و معرفة قدراته و مهاراته التي تشكل ثروته الشخصية لإيصاله إلى الاقتناع بجدوى الوصول إلى ثقة سليمة بالنفس.

 

كيف تُخْلَقُ الوضعية التي أنتم فيها عن غير وعي

في يوم من الأيام، جاءتني إحدى الصديقات لتتحدث لي عن إحدى الصعوبات التي تواجهها فقالت “هذه أشهر و أنا أحاول أن أحصل على منصب مسؤولية في عملي و لكن لا أُفلح. يظهر لي أن رؤسائي ليس لديهم في الثقة الكافية”.

أجبتها على الفور:”ذلك طبيعي أن لا يعطوك ثقتهم”. تفاجأت بجوابي و تعصبت و ردّت عليَّ:”هيّا قل لي بأنهم على حق و لا أستحق منصبا كهذا”.

“ليس هذا ما أريد قوله، إني أحاول فقط أن أثير انتباهك إلى أنهم لن يمنحوك ثقتهم لأنك أنت، في حد ذاتك، لا تمنحيها لنفسك.

كيف تريدين من أي منهم أن يمنحك ثقته ما دُمتِ أنت الأولى التي ترفضين أن تمنحي نفسك هذه الثقة.

بدون أن تشعري بذلك، فإنك تعطي دليل استعمال حول الطريقة التي يجب أن نتعامل بها معك. و كأني بك تقولين لهم: لا تثقوا بي أبدا ما دمت أنا لا أثق بنفسي”.

في اللحظة التي سمِعت هذا أصبحت نظراتها مُشعة، و كأنها فجأة تفهمت كيف أنها، هي بنفسها، عن غير وعي، كانت تُنتج و تعيد إنتاج هذه الوضعية و هذا الموقف من طرف رؤسائها.

أعطيتها بعض التقنيات لتقوية ثقتها بنفسها، و علِمتُ شهرا بعد ذلك بأنها انتهت بالحصول على منصب المسؤولية الذي كانت تريده.

الدرس من هذه الحكاية بسيط للغاية : خذوا وعيا كليا و شاملا عن أسلوب تعاملكم و اعملوا على تقوية الوعي بالذات و بالقدرات و المهارات الشخصية.

لكن كيف نتوصل لهذا؟

 

منهجية للحصول على الثقة بالنفس و استعادتها

 

كيف نُحسن علاقتنا مع ذاتنا

علاقتك بالآخرين و المحيط مرتبطة و متأثرة بصفة مباشرة، بالتقدير، الواعي أو اللاواعي، الذي تُكنُّه لنفسك.

إن تعامُلك مع الآخرين هو ترجمة مضبوطة لتعاملك مع نفسك، رغم أنك لا تستشف هذا مباشرة.

في نظرك، لماذا لا تحب بعض الأشخاص؟

ببساطة، لأنهم يضعونك في تواصل مباشر مع جزء من شخصيتك لا تحبه. يُعتبر الآخر بمثابة مرآة تعكس لنا، في بعض الأحيان إدراك عناصر من شخصيتنا لكن نسعى دوما لقمعها.

وفقا لذلك، يمكن للآخر أن يعلمك الكثير عن شخصيتك، و لكن بشرط أن تتحرر من أحكام القيمة و أن تحاول إدراك الآخر مِثله مثل أي حدث بعيدا عن المظاهر.

زيادة على هذا، حسِّن من علاقتك بشخصك و علاقاتُك بالآخرين سوف تتحسن اوتوماتيكيا.

و لكن كيف نفعل؟

 

الاسترخاء لتتعلم كيف تحب نفسك

الصورة التي لديك عن نفسك تبدأ بالجسد. إنك لا تتواصل مع الآخرين بالصوت فقط و لكن تتواصل معهم كذلك عن طريق جسدك. بدون أن تعرف، إنك تُمرر للآخر مجموعة من المعطيات التي تُدرك، في غالب الأحيان، تحت عتبة الشعور(الوعي) و لكن مع ذلك تؤثر في الآخر في تكوين نظرته و مواقفه اتجاهك.

توتراتك، مخاوفك و مشاعرك، حتى لو أقمعتها، فإنها تُعبِّر عن نفسها من خلال ميمياتك و و ضعياتك الجسمية. إنه معروف أن ما نريد إخفاءه هو ما يظهر أكثر للآخر. و حتى إذا كان هذا الآخر غير واعٍ بذلك فإنه يلتقط كل المعلومات و البيانات التي تصدر منك عن غير وعي.

تواصلاتك مع الآخر ليست واعية فقط و لكن جزء كبير منها يبقى لاشعوري.

بتعلمك الاسترخاء تتعلم كيف ستنظر لنفسك بطريقة، أخرى، مغايرة تماما. إذن فالاسترخاء يُعتبر أحسن طريقة لتحسين علاقتك بذاتك.

ولكن، إنه من الأساسي السيطرة على التقنية و الطريقة المتبعة، في الاسترخاء، من أجل تعزيز و تطوير الانتباه. لماذا؟

لأنه إذا كنت تسترشد في تطبيقاتك شخصا آخر، عن وعي أو بدون وعي، فإن هذا الشخص سوف يؤثر فيك و عليك رغما عنه و عنك؛ لا يوجد أي شخص محايد.

يجب أن تنطلق لاستكشاف ذاتك لوحدك لتُصبح صديقا لها و لا يمكن أن يفعل هذا غيرك. يمكنك الاستعانة بكتب تهتم بهذا الموضوع حيث يمكن أن تجد عدة طرق من أجل تعلم الاسترخاء. المهم أن تحرص على أن تكون الطريقة التي ستتبناها طريقة تعطي أهمية كبرى لتطوير الانتباه.

لماذا هذه الأهمية بالإنتباه؟

لأن الانتباه هو الملكة التي تمكنك من الرؤية و التعلم، إنها تُحسِّن التفتح الذهني و استكشاف الذات. يحتوي مفهوم الانتباه ليس فقط على فكرة التفتح و لكن كذلك على فكرة المراقبة المستمرة. عندما تُعير الانتباه لشخص ما، تفعل ذلك بصفة مستمرة و خلال هذه العملية تتعلم كيف يمكن أن تهتم و تنتبه لذاتك.

 

الجسد وعاء المشاعر

الجسد هو مقعد و وعاء المشاعر، كل ما تعيشه أو تُجربه يمر حتما عبر الجسد. الخوف يُحَسُّ في الجسد، الحسد، الغضب و مشاعر أخرى تظهر و تُترجم من خلال الجسد و هو كذلك بالنسبة لكل مشاعرك.

عندما تتعلم الاسترخاء فإنك تُعزز، في نفس الوقت، تنظيم عواطفك و التحكم فيها و بهذا تخلق علاقة جديدة، من نوع آخر، تتسم بالود، مع جسدك.

تعلَّم كيف تخلق إثارة موضوعها ذاتك و هدفها إعادة اكتشافها من جديد و التعرف على ما تُجربه و تشعر به. السواد الأعظم من الناس هم في قطيعة مع أجسادهم؛ يفكرون كثيرا و لا يعيشون.زيادة على هذا، فالجسد هو دعامة كبيرة و سند ممتاز لتمرين الوعي على الاستقرار و الارتداد و التراجع.

ولكن لا يجب الاقتصار على الجسد وحده، يجب تهدئة الروح وذلك بتعلم الألفة مع كل الجوانب حتى السلبية منها. كلما عرفت قلَّما تخاف، فالخوف تزيله المعرفة. الخوف يأتي من المجهول و بتعلمك معرفة ذاتك تحصِل، أوتوماتيكيا، على الانعتاق من الخوف. عندما تمضي وقتا مع نفسك و كأنك تُمضيه مع مجهول و أنت غير مرتاح ولكن بتمضيتك للوقت معه ستكتشف، في الأخير، بأنه ليست هناك دواعي تتركك غير مرتاح.

بطبيعة الحال، أنا لا أتحدث هنا عن المعرفة التحليلية. كثير من الناس يتداعون بمعرفة أنفسهم جيدا ولكن لا شيء يتغير في حياتهم. معرفة الشخص لنفسه لا علاقة لها بالتحليل الذاتي بل يتعلق الأمر بأن يتعود الشخص و يألف ذاته إلى درجة أن لا يبقى غريبا عن نفسه. تعلموا إذن أن تكونوا في تمام الراحة و الارتياح مع ذواتكم.

في نظركم، ما الذي يجعل الناس في حالة هياج، قلق، انفعال أو إجهاد؟

الخوف بالطبع، الخوف من فقد السيطرة على حياتهم و بهذه الطريقة فقط ينحون المنحى السيء للغاية.

كلما كنتم في استرخاء تام كلما استمتعتم بحياتكم، إنها ليست كمية الطعام التي تتناولون التي تهم ولكن تلك التي منها تستفيدون، بنفس الطريقة، ليست كمية التجارب التي تجعل من رجل أو امرأة شخصا غنيا ولكنها الطريقة التي يستفيدون بها من هذه التجارب هي الأهم.

بتعلمكم الاسترخاء، أنتم تفعلون أكثر من جلب الارتياح لأنفسكم، إنكم تُعطون ذواتكم الفرصة للإستفادة أكثر من وجودكم و أن تَرَوْا ما وراء و ما بعد نظرتكم التقديرية العادية للأشياء عامة.

طبقوا إذن بصفة مستمرة و سيصبح ذلك عادة حميدة. الشخص الذي يتوفر على ثقة سليمة في نفسه هو شخص بعيد عن التوتر و القلق و في حالة استرخاء مستمرة. تذكروا “اعرف نفسك بنفسك و ستعرف العالم”

الانتباه المركز على سيروراتك الذهنية بدون مصادرة أو تحليل يُزكي تهدئة الأفكار، و بناء على ذلك، وضوح العقل و خُلُوِّه من كل الشوائب. إذن فمن الأساسي و الإلزامي إشراك مراقبة الجسد و مراقبة العقل.

 

لنتعلم كيف نقبل أنفسنا

تمرين بسيط للغاية يُعطي نتائج جيدة إذا طُبِّق في استرخاء تام هو أن تتمرس ذهنيا بجرد و استعراض كل ما هو ايجابي في شخصك و تتعلم كيف تقبل ما هو سلبي بدون أحكام قيمة.

بهذه الطريقة تُنمِّي الوعي بجوانبك الإيجابية و تقلل، في نفس الوقت، من ضغط و سلطة السلبي عليك. يتعلق الأمر هنا، عند تطبيق التمرين كما يجب، بوسيلة ممتازة لتطوير الثقة بالنفس.

استعملوا ذاكرتكم لاستعادة أحسن اللحظات في حياتكم. و إذا اقتضت الضرورة دونوها على ورقة و أضيفوا لحظة جديدة كل يوم. ثم ضعوا نفسكم في حالة استعداد بالاسترخاء عميقا و أعيدوا عيش تلك اللحظات السعيدة في خيالكم. هذا لا يعني بتاتا الحنين إلى الماضي ولكنه الوعي، بفضل هذه الحالة من الاستعداد الذهني، و الشعور كم انت شخص ايجابي مما تظن.

اغتنموا الفرصة كذلك لتذكر كل الأشياء التي تجرأتم على فعلها رغم أنكم كنتم تظنون بأنكم لن تستطيعوا فعلها. خذوا، بهذه الطريقة، وعيا أكثر بمواردكم و طاقاتكم. كونوا كأصدقاء لأنفسكم الذين يسردون لكم جوانبكم الإيجابية. تغذَّوا من كل هذا، تزوَّدوا و املؤوا أنفسكم بالإيجابي. يجب أن يكون ذلك و كأنه حمَّامُ تجديد.

عندما تنقص شخصا ما الثقة في النفس فإنه ينزع دائما إلى تقزيم جوانبه الإيجابية. هذه التطبيقات ستساعدكم على إعادة استثمار، على مستوى الوعي، هذا الجانب منكم القادر على النجاح، الاطلاع و الحب.

تجنبوا فخر المقارنة مع الآخرين سواء في السلبي أو في الإيجابي. لا تقولوا لأنفسكم إنكم أسوأ أو أحسن من الآخرين. هذا الموقف لا يمكنه إلا أن يقودكم، على المدى الطويل، نحو تقزيم أنفسكم بحدة بالغة.

كُن على وعي، انطلاقا من الآن، بأن أي شخص في هذا العالم، بما فيه أنت، له الإمكانيات و الموارد لكي يعيش وجوده في مطابقة تامة مع طموحاته.

و إذا استعصى عليك أن تجد الإيجابي في ذاتك، فكِّر، إذن، في طفل صغير و تخيله و هو سعيد و مبتهج، و هو أمام وضعية صعبة  تخيله في أوضاع مختلفة و ركِّز وعيك على شيء مهم و أساسي، الذي يبرهن لك بأن الإيجابي يوجد بك و بذاتك : إنك قادر على أن تحب.

هذه الخاصية الإنسانية أسالت الكثير من الحبر منذ القديم و حتى الآن، إنها المحرك الأساسي في حياة أي شخص. فلا تُهَوِّنها و تستصغرها إذن، بل دعها تكون و توجد بالمزيد مما هي عليه.

عندما تتغذون، بما فيه الكفاية، بالإيجابي سوف تتعلمون و تقدرون على “حب السلبي” و قبوله في شخصكم. في الواقع، لا يمكنك تحرير نفسك من السلبية بكبحها و قمعها ولكن، على العكس من ذلك، بقبولها و التأقلم معها.

ولكن لا تقم بهذا التمرين إلا إذا كان لك إحساس تام و قوي بإيجابيتك مما سيمكنك من قبول سلبيتك دون أحكام قيمة أو نظرة نقدية أو حرج.

الغرض من هذا النهج هو أن ترى سلبيتكَ كما لو أنك ستقبل موقفا سلبيا من طرف شخص تُكن له كل الحب بكل التفهم، التعاطف و التسامح الذي أنت قادر عليه. هذا الشخص، تُحبه كفاية حتى لا تحكم عليه، ولو أنك لا تتفق، بالضرورة، مع نهجه و طريقته ولكن، قوة صداقتكم، علاقتكم أو حبكم تجعلك و تساعدك على التجاوز و على عدم الربط بين الفعل والشخص.

افعل نفس الشيء بالنسبة لك، راجع غضبك و انظر له، على سبيل المثال، أنه معاناةً بسبب إحباطات معينة، تعلم بأن لا تدين نفسك ولكن، بدلا من ذلك و على العكس منه، تعلَّم كيف تُحبها و تتسامح معها حتى تُمكِّنها من العثور على السلام.

حاول من خلال هذه الممارسة أن ترى كل الاتجاهات السلبية بنوع من الانفصال و التباعد كما لو أنها تنتمي لشخص آخر مُحفَّزٌ و كله أمل في أن تجد طريقها للتهدئة و قبولها في طبيعته العقلية. إنه فن “الإيجابية في السلبية”.

هذه العملية، و لو أنها تبدو بسيطة في المظهر، هي في الواقع قوية جدا لأنها سوف تساعدك على وضع منظور جديد و مختلف للغاية على نفسك. مارسها كثيرا من الأحيان مع وضع كل الحنان والحب الذي أنت قادرعليه. سترى حدوث تغييرات عميقة إذا قمت بالمثابرة في تطبيق هذه الطريقة و على هذا النهج. في الواقع، إنها الطريقة المثلى و أفضل وسيلة لتعلم السيطرة على العواطف دون قمعها. و للنصيحة، حتى تحصل على نتائج ايجابية مضمونة، ابدأ أولا بقبول الأشياء التي أنت قادر على أن تقبلها بسهولة، لا تضع سقفا عاليا جدا منذ البداية بمحاولة قبول أشياء معقدة جدا. احترم التدرج في الصعوبة للحصول على تطور مضمون.

 

كُن على بينة و وعي بمواردك الخاصة

الإنسان الذي هو أنت، لديه إمكانات كبيرة و غير محدودة، وهذا ببساطة لازمة بديهية و فطرية لحقيقة طبيعتك كإنسان. أنت من الطبيعة، و الطبيعة تعيش فيك، وأنت تجسدها في شكلها المتحرك و المتطور باستمرار، وبدلا من أن تتقمص صورة سيئة عن نفسك، ركِّز وعيك أكثر على هذه الموارد.

إن ذلك مثل علاج مرض ما، يمكنك التركيز على المرض في حد ذاته، ولكن يمكنك أيضا تحرير إمكانياتك الذاتية الكامنة للشفاء من كل مرض.

كلما كان حاضرا، بقوة و بصفة مستمرة، أنك ” قادر على النجاح”، كلما أصبح هذا حقيقة واقعية بالنسبة لك.

هناك مبدأ يقول: ” الذي يعرف أنه قادر على النجاح ليس محصنا، بالضرورة، ضد الفشل، ولكن مادام لا يعرف أنه يمكن أن ينجح إنه، حتما، سيفشل”.

تذكر ما كنتَ تفتقر إليه للحصول على الثقة بنفسك، إنه الوعي بالموارد الفعلية الخاصة بك التي تُحتَجب وراء أسباب كاذبة، أفكار خاطئة و أحكام قيمة تتبناها عن نفسك.

لا تُصدِر أي حكم على الآخرين أو على نفسك وسترى طبيعتك الحقيقية، التي هي وراء المظاهر. لا تنساق و تنخدع بالتصنيفات النمطية التي يوحيها عقلك بسرعة ، لسلوك أو حدث أو موقف معين لأنه لم يفهم.

إن الأمر لا يتعلق بمنعك و نهيك عن إصدار الأحكام، ولكن يتعلق بتحرير نفسك من القيود النفسية التي تفرضها عليك هذه الطريقة في التفكير والتي تحرمك و تمنعك من الوصول إلى الطبيعة الحقيقية الخاصة بك وبالتالي الإمكانات الهائلة المرتبطة بها.

تعلم الرؤيا ما وراء المظاهر لأنها مضللة على أية حال، في محاولة لرؤية الأشياء على ما هي عليه في الواقع.

 

كيفية تطوير مواقف أكثر إيجابية

في الديانة البوذية يُقال أن المشاعر السلبية ليست لها قواعد صالحة بينما المشاعر الإيجابية لها ذلك.

هذا يعني بأن المشاعر السلبية يتم إنتاجها عن طريق العقل وتولد من تقدير عادي للواقع منحصر على مستوى المظاهر، في حين أن المشاعر الإيجابية هي متأصلة فيك و لديك من طبيعتك كبشر.

لاحظ، عندما تكون في حالة استرخاء وتعيش في سلام مع نفسك، يكون لديك دافع طبيعي نحو الآخرين، وتكون أكثر ميلا لتمني السعادة لهم. قد تكون لاحظت، كذلك، أنه لا يظهر أي شعور سلببي عندما تكون في سلام مع نفسك، بينما ينشأ دائما، هذا الشعور السلببي، و يتعالى لصالح تقدير واعي أو لاواعي للواقع.

إن الأمر لا يتعلق، بأي حال من الأحوال، بالنظر لهذه المشاعر من زاوية الخير والشر ولكن بالنظر إليها، بوضوح، كيف خُلقت للتحرر منها بسهولة أكبر.

أحد الحكماء قال ذات مرة لأحد تلاميذه الذي جاء للشكوى من  جاره الذي أغضبه: “إنه لم يُغضبك، بل كل ما فعله هو ايقاظ غضب كان كامنا فيك “.

هذا الموقف ضروري بالنسبة لك لتحقيق النجاح في التخلص من الأحكام المسبقة عن نفسك وأن تعترف بالصفات الإنسانية الخاصة بك.

لديك القدرة على تحقيق ما تريده! تعلم كيفية التعرف و الاعتراف على و بهذه القدرة، على حد سواء، لدى الآخرين ولديك، الآخرين أيضا لهم هذه الإمكانات. الاعتراف بذلك عند الآخرين سيساعدك على الاعتراف  و الاقتناع  بذلك لديك. اجعل و طبِّق هذه الممارسة في كلا الاتجاهين.

خُذ وعيا حقيقيا أنك منحدر من الطبيعة وجميع الصفات: الإنجاز، النمو، التطور، و أيضا، القوة،الذكاء و القدرة هم من خاصياتك لأنه لك ارتباط، طبيعي، بهم لا ينفصم.

ارتبط بالأحرى مع هذا الواقع بدلا من الارتباط بعقلية مشروطة. هذا هو ما يعنيه الحكماء عندما يقولون “احتمي في طبيعة عقلك “،” ثق بعقلك الحكيم بدلا من عقلك الحاكم “. حرِّر صفاتك و طاقاتك من مودة و رحمة و حب “لأننا لا نخاف ما نحب”، كلما كان هناك مزيد من الحب كلما قل الخوف.

 

تحرَّر من الشعور بالذنب

كُن على بينة و سلِّم بحقك في السعادة كأي شخص. الشعور بالذنب هو إحدى العقبات الرئيسية أمام الشخص لاكتساب ثقة تامة في النفس. تخلص منه من خلال التأكيد و الزعم على حقك في السعادة. استرخي ذهنيا عميقا و كرِّر لنفسك، في هدوء و ارتياح، ” لدي الحق في أن أكون سعيدا”، ” لدي الحق في أن أعيش حياة سعيدة و مزدهرة.”

إذا كانت لديك صعوبة في التعبير عن نفسك، فقط كرِّر: ” لدي كل الحق في التعبير”، ” انطلاقا من الآن سوف أتكلم بحرية وثقة”.

إن الامر سيستغرق وقتا طويلا لوصف كامل عن فن الإيحاء، ولكن ممارسة هذه التقنية مقترنة بالصور الذهنية تُعطي نتائج مذهلة عندما تستخدم بشكل صحيح.

عندما يُستخدم الإيحاء في حالة ذهنية عميقة، متوفرة و متاحة، يمكن من الوصول إلى البنيات النفسية العميقة ويُعزِّز تغييرات حقيقية.

لا يجب، أبدا، أن تجبر أي شيء، بل حاول أن تشعر و تتحسس و أن تُدرك و تتخيل واقع و حقيقة ما تكرِّرُه لنفسك من إيحاءات. أكثر ما يهم في هذه الوضعية هي المشاعر التي تولِّدها و تستثمرها فيها. يجب أن تعيش حرفيا ما تقوله لنفسك. “أستطيع أن أعبر عن نفسي بحرية دون أن أفقد حب الآخرين”.

 

تغيير الصورة التي لديك عن نفسك

سلوكياتك تتأثر بالصورة التي لديك عن نفسك، قم بتغيير صورتك والباقي سوف يتغير أيضا.

وقال Coué، صاحب الإيحاءات الإيجابية أنه “عندما يتعارض الخيال و الإرادة، فالخيال دائما هو الفائز”، وليس هناك استثناء لهذه القاعدة.

كل الجهود الإرادية التي ستقدمها من أجل أن تتمكن من تغيير حياتك سيُحكم عليها بالفشل و الإحباط بشكل حتمي مادمت تتقمص الصورة السلبية التي لديك عن نفسك و التي أنت بصدد محاربتها.

قُم أولا بأخذ وعي تام عن الصورة السيئة التي لديك عن شخصك و تحديدها،  و توقف عن إعطائها مزيدا من السلطلة و التمكين عليك  بالتأمل و التساؤل “لمصلحة من، أتبنى، أنخرط و ألتزم بهذه الأفكار السلبية عن شخصي؟ “.

ثم بدلا من السماح لخيالك باستخدامك، تعلَّم، أنت، كيف تستخدمه و توظفه بوعي و بدراية. قُم بالاسترخاء العميق وتخيل نفسك كما تريد أن تكون، و قم بالانضمام و التلاحم، بأكبر قدر في الإمكان، إلى و مع هذه الصورة الجديدة التي تريد أن ترى عليها نفسك و الظهور بها، بوضوح، في حياتك.

لتحقيق ذلك بسهولة أكثر ، قُم بملاحظة الأشخاص الذين يُظهرون و يُشهد لهم بثقة عالية و حقيقية في النفس وخذهم كمثال تستوحي منه بناء واقعك الخاص بك، الذي يمكنك تحسينه وتحويله كما تتمنى في ارتباط و توازي تام مع تنميتك الذاتية.

و حتى تبقى دائما في بيئة إيجابية، لا تقرأ و تشاهد أو تسمع إلا الكتب و التسجيلات التي تجعلك تريد أن تعيش، التي موضوعها تطوير الذات و  الشخصية، تعرف على السير الذاتية للناس الذين نجحوا في الحياة، والذين تمكنوا من التغلب على الصعوبات التي واجهونها، مما سيشكل لعقلك غذاءا روحيا جيدا وصحيا.

 

الطريق إلى إنجازتنميتك الذاتية

الموضوع واسع و شامل جدا حتى أتكلم فيه بتفصيل، إن الغرض من هذا المقال هو أن أقدم لكم بعض الأفكار لتطوير بيئة صحية للثقة بالنفس، و لكنها لا يمكن، بأي حال من الأحوال، أن ترقى إلى مستوى أي تدريب، متخصص، في و حول هذا الموضوع.

كما قلت سابقا، لديك إمكانات ضخمة جدا متأصلة في طبيعة عقلك. تحقيق الذات مثله مثل الرياضيات، يمكنك معرفة جميع المعادلات التي ستحتاج لها لتحقيق ما تريده ، ولكن يمكنك أيضا معرفة المعادلة الأساسية التي من شأنها أن تسمح لك بإيجاد كل الأُخريات عند الحاجة إليها.

تحقيق طبيعة العقل، يعني الكون على بينة و وعي تام بالإمكانات الهائلة للحياة، التي تحملها، يمثل القاعدة نفسها التي ستسمح لك بالتحرر من الصعوبات الخاصة بك.

إنجاز الطبيعة الحقيقية للعقل هو مثل إشعال الضوء في غرفة مظلمة. فجأة، يصبح كل شيء واضح وجلي. و ستفهم لماذا كنت تسيء لنفسك لأنك ترى الأشياء مبعثرة في جميع أنحاء الغرفة. و ستفهم أيضا، كيفية التحرك، في هذه الغرفة، على نحو أفضل و بأمان.
الطريق، حتما، طويل جدا، هو في واقع الأمر عمل مستمر على مدى الحياة؛ لكنه، أيضا، ما يجعلها مثيرة و ذات قيمة. بالإضافة إلى أن ذلك يؤثر بشكل إيجابي جدا في جميع الجوانب الأخرى من حياتك.

هذا يذكرني قصة المُريد الذي قال لمعلِّمه :  “أعتقد أنني أحب، كثيرا، الحلويات لأتحقق”، ما أجاب عليه المعلم “بعد الصحوة ستحبها أكثر لأنك سوف تكون هنا أخيرا للاستمتاع بها”.

معظم الناس يربطون بين تحقيق الذات والتقشف. شخصيا، لم أر شيئا مثل هذا لدى الكثير من الحكماء الذين قابلتهم.

تحقيق الذات هو صحوة للحياة وليس نبذا لدواعي السرور و المتعة في هذا العالم. إذا كان لا بد من نبذ شيء ما، فما يستحق ذلك هو ما يولد المعاناة و التعاسة في أنفسنا. أليست الحياة بحثا مستمرا عن الإنجاز، التطور و تحقيق الذات؟
تعَرَّف على من تكون حقا، وعِش حياتك بالكامل. كُن على بينة و اقتناع تام بأن تعاستك لن تُحقِّق أبدا سعادة أيّاً كان.

إرادتك أن تصبح شخصا متميزا، محترما، فاعلا و واثقا في نفسه هي رغبة مشروعة لأنه بالإضافة إلى أنك ستكون على نحو أفضل، سوف تجلب المزيد من السعادة لكل الآخرين.

 

[1]  ترجمة من الفرنسية للمقال

” Comment retrouver ou développer une saine confiance en soi”، لصاحبه : Bruno Lallement،

على الموقع التالي

 : http://www.accomplissement-de-soi.org/pdf/confiance%20en%20soi.pdf

.

Related Post